تنظيم النوم في رمضان !
من أكثر المشاكل التي يمكن أن تواجهك في رمضان هو عدم تنظيم النوم، وحدوث اضطرابات في مواعيد الاستيقاظ، والنوم، وتتغير الساعة البيولوجية للجسم.
وينصح الخبراء بالنوم حوالي 7 ساعات يومياً على الأقل، فقد يختلف نظام توزيع النوم عند الأفراد، فنجد أن البعض يفضل النوم بعد الرجوع من العمل إلى موعد الإفطار؛ لأنه يظل مستيقظاً بعد تناول السحور، في حين أن البعض الآخر يفضل استكمال النوم بعد السحور والاستيقاظ متأخراً.
هذه العادات تحتاج منك بعض التنظيم لمحاولة الاستفادة من وقتك، وفي نفس الوقت إعطاء الجسم وقتا كافيا للراحة، حاول الذهاب للنوم مبكراً والاستيقاظ قبل وقت شروق الشمس بساعتين لقيام الليل، وقراءة القرآن، ولهذا حاول أن تتناول الوجبات الدسمة على الإفطار، وعدم تناول أي وجبة قبل النوم بساعتين؛ لكي تتمكن من النوم بسهولة، مع تجنب عدم الإكثار من المشروبات قبل النوم؛ لكيلا تضطر للاستيقاظ والذهاب للتبول، وقد نجد بعض الأشخاص يقوموا بتخطي وجبة السحور تماماً كمحاولة منهم للنوم أطول فترة ممكنة، ولكن وجبة السحور مهمة جداً لمد الجسم بالطاقة لأداء الأنشطة اليومية.
وقد يشكو بعض الأفراد من النوم كثيراً أثناء النهار، وبالتالي عدم القدرة على النوم ليلاً، عموماً يشكو الناس من قلة النوم بسبب جدول أعمالهم، والمتطلبات الإضافية التي يمكن أن تقوم بها في رمضان، مثل: صلاة التراويح، والسحور.
المنظور المادي للنوم:
هناك العديد من الدراسات التي تمت حول فهم كيف ننام، وما هي دورة النوم المثالية، وتشمل دورة النوم ما يأتي: مراحل أكثر يقظة، ومرحلة النوم العميق، ومرحلة الحلم، ويشكل ذلك دورة النوم الكاملة، ويزداد مقدار الوقت الذي تقضيه في كل مرحلة علي حسب طول ساعات الليل، على سبيل المثال فإن مرحلة النوم العميق تحدث في النصف الأول من الليل، في حين تأخذ مرحلة الأحلام فترة أطول من أي مرحلة أخرى، حتى لو كنت تتمتع بليلة نوم كاملة فإن الخروج من السرير ليس سهلاً حتى لو انفجر المنبه أمامك؛ لأنك في هذه الفترة تكون في منتصف أعمق مراحل.
المنظور الروحي للنوم:
يهمل معظمنا الجانب الروحي للنوم بالرغم من أنه ضروري جداً، لكن فهم هذا الجانب يساعدك في تحسين نوعية نومك، نحن جميعاً في حاجة إلى النوم لراحة الجسم، فلا أحد يستطيع الاستمرار بدون النوم سوى الله سبحانه وتعالى، ولكن لا أحد منا يستطيع الاستمرار، فإذا سألت أحدهم كم عدد الساعات التي تستطيع أن تقضيها بدون نوم سيكون أقصى حد هو ما بين 24 ساعة – 48 ساعة، ولكن جميعاً نذهب في النهاية إلى النوم، لذلك اغتنم هذه النعمة فأنت بحاجة لها.
فالنوم نعمة من نعم الله علينا، ونحن بحاجة إليها لقوله تعالي ” وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ” سورة الفرقان الآية 47 .
كما قال سبحانه وتعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (الروم:23)، إذن فإن النوم سواء كان في الليل أو النهار فهو آية ومعجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها، ويستحق أن نشكره على هذه النعمة العظيمة من خلال عبادته بشكل أفضل، فأنت عندما تستيقظ في الصباح يجب أن تشكر الله على هذه النعمة لقوله تعالى ” اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” سورة الزمر الآية 42 .
والله سبحانه وتعالى يضع لنا البركة في النوم لذلك عندما تواجه اضطرابات النوم في رمضان، فالله يمدك بالطاقة التي تساعدك على قضاء اليوم بنشاط بالرغم من النوم عدد ساعات قليلة، ولكن الله يبارك في العبادات كمكافأة لهم لقوله تعالي ” كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ {17} وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ {18} ” الذاريات الآية 17 – 18 .
اترك رد