كيف تتجنَّب الرشح؟

الزكام (الرشح)

بالرغم من الأدوية الحديثة الكثيرة وفعلها الشديد في شفاء الأمراض التي كانت مستعصية حتى أصبحنا نحسب تلك الأدوية أعجوبة من العجائب، نرى أنَّ الزكام أو الرشح لا يزال واقفا صامدًا في وجهها كالمارد الجبار، إنَّه مرض مسبب عن فيروس (جرثومة متناهية في الصغر) يصيب عددًا من الناس لا يضاهيه عدد المصابين بأي مرض آخر من المرضى.

وبعبارة أخرى هو أعمّ الأمراض التي يعرفها الناس وأكثرها شيوعا، يصابُ كلّ شخص، على وجه التعديل، ثلاث مرَّات بالرشح في السنة، وكثيرون يصابون به أكثر من ذلك، ومما يساعد على انتشاره أنَّه إذا أصيب به أحدُ أفراد العائلة كان من المرجح أن يصاب به كل الأفراد الآخرين.

يزداد انتشار الرشح عادة في الأشهر الباردة، والسبب في ذلك أنَّ كثيرين تضعف مقاومتهم لأمراض الجهاز التنفسي في الأيام الباردة، فتسنح للفيروس أن يدخل الجسم، وفوق ذلك يميل النَّاس إلى التجمّع والِازدحام أيام البرد، فيساعد ذلك على انتشار المرض عن طريق العدْوَى.

ولا تهتم أكثر من اللَّازم لتجنب العدوى، لأنَّك مهما حاولت الاِبتعاد فإنَّك على الأرجح ستصاب بها لكثرة المصابين حولك وللطرق السّريعة التي ينتقل بها الفيروس من شخص لآخر.

إنَّ الرشح بحدِّ ذاته ليس مرضًا خطيرا، ولكنَّه قد يؤدي إلى أمراض خطيرة بسبب مضاعفاته كالتهاب اللوزتين (بنات الأذن) أو التهاب الحنجرة، أو التهاب الشعب الرئوية (برونشيت) والتهاب الرئة (نومونيا) والتهاب الأذن وغير ذلك.

                                                 

إنَّ الأولاد الذين هم تحت سنِّ السادسة من العمر مُعرَّضون أكثر من غيرهم للإصابة بالرشح فيحملها الواحد إلى رفيقه في اللعب، وهذان يحملانها إلى البيت ليصاب بها معظم أفراد العائلة، ولاسيَّما في المدارس، حيث يزدحم الأولاد في غرفة واحدة، فإنهم يتعرَّضون كثيرًا وكل يوم لعدوى أمراض الجهاز التنفسي وكذلك العمل في المعامل، والموظفون في المكاتب والمتاجر وفي الأسواق المزدحمة.

أعراض الرشح:

ـ احتقان أو ثقل في الرأس؛  ـ الحمَّى؛    ـ آلام في الحلق؛   ـ بحة في الصوت؛   ـ إصابة الأذن؛  ـ سعال في الصدر؛ ـ سعال من أعماق الصدر.

علاج الرشح:

ـ اذهب إلى البيت والزم الفراش، وابقَ هناك إلى أن تشعر بالتحسن، وهذه هي أفضل وسيلة للتخلص من الصداع الشديد وسعال الصدر.

ـ خذ حماما بالماء الحار، لأنَّ هذا يزيد دوران الدم في الأماكن المصابة من الجسم فيزيل بعض الاحتقان، ثمَّ أعقبْ ذلك بحمام ماء بارد نوعا وافرك الجلد، لتقويته وازدياد الدورة الدموية فيه.

ـ ضمادة حارة، كثيرون من المصابين بالرشح يشكون من ألم في الحلق، فاستعمال ضمادة حارة يفيد جدا في هذه الحالة، إذ يهدِّئ الغدد الليمفاوية في العنق ويخفف من الالتهاب فيها.

ـ تنشق البخار، إنَّ هذه الوسيلة تخفف الاحتقان في الأنسجة الأنفية، لا سيما إذا كان في البخار بعض الأدوية، فيجب على كلِّ أمٍّ أن تعرف كيف تقوم بهذه الوسيلة بإضافة دواء مثل: فكس فاسوب للبخار، ليجعله مقبولا لدى المصاب.

                                            

ـ غسل القدمين بالماء الحار، فمن مضِي عدة سنين قبل الوسائل الحديثة في البيوت التي تؤمن الماء الحار دائما كان الناس عندما يصابون بالرشح يعمدون إلى تسخين الماء لغسل الأرجل، ولاتزال هذه الطريقة من الطرق المفيدة الفعالة، ضع القدمين في الماء الحار مدة خمس عشرة أو عشرين دقيقة، فإنَّ ذلك يسحب الاحتقان من الرأس ويخفف تهيّج الجيوب الوجهية (سينس).

ـ كمادات حارة، إنَّ الكمادات الحارة مفيدة جدا في معالجة العضلات والمفاصل، كما أنَّه يجب الانتباه، لئلا يحترق الجلد، وعلى وجه العموم فإنَّ الكمادات مفيدة في معالجة كل نوع من الالتهاب الحاد.

ـ الأدوية المزيلة للاحتقان ورش الأنف، يمكن الحصول الآن على أدوية مفيدة جدا، لتخفيف الالتهابات في الأغشية المخاطية التي تبطن الأنف، وبعضهم يتناول هذه الأدوية عن طريق الفم بشكل أقراص أو سائل، والبعض الآخر يفضلها قطرا في الأنف أورشا، ولهذه الأدوية مع اختلاف أشكالها مفعول واحد، وهو فتح القنوات الأنفية، لتسهيل سيلان الإفراز، إنما يجب عدم استعمال القطرات القوية في الأنف مرات متعددة، لأنها قد تسبب الضرر.

ـ الذهاب إلى الطبيب، إذا لم يَزُلِ الرشح بوقت قصير أو إذا رافقه حمى وسعال في أعماق الصدر، الأفضل أن ندعو الطبيب دون تأخر، لأنَّ هذه الحالات معناها أنَّ الرشح قد تقدَّم وتجاوز حدَّ البساطة، وأنَّ المصاب أصبح معرَّضًا لمضاعفات خطرة إذا لم يُعطَ العلاج المناسب.

اترك رد