عدوى المستشفيات

في إطار الاِهتمام بالصحة العامة ومحاولة تسليط الضوء على أهم الموضوعات، نضع المجهر على عدوى المستشفيات داخل مركز مصراتة الطبي لنعاين الموضوع عن قرب.

أجرى مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي لقاء مع الدكتور “عصام بن احميدة” مدير مكتب مكافحة العدوى بمركز مصراتة الطبي.

بدأنا الحديث مع الدكتور بسؤال هو كيف نجعل المراكز الطبية والمستشفيات خالية من العدوى؟

أجاب قائلاً: عدوى المستشفى هي مرض مكتسب تتم الإصابة به داخل المستشفى، ويسبب هذا المرض مع الوقت في هدر موارد الرعاية الصحية وزيادة في التكلفة. يأتي ذلك مع ارتباط زيادة تعاطي الأدوية والمستلزمات وإجراء الفحوصات المخبرية وتوفير المؤن للمرضى، ناهيك عن إضافة فترة البقاء في المستشفى الأمر الذي قد يؤثر بالسلب على حياة المرضى حتى بعد الحصول على العلاج. من هنا تأخذ مكافحة العدوى والحد من انتشارها أهمية فائقة.

ثم أضاف قائلاً: إن الإصابة بأمراض عكسية في المستشفى مشكلة يعاني منها الكثير في جميع أنحاء العالم. وهذا الأمر من أهم أسباب الوفاة لدى المرضى عند تقديم الرعاية الصحية لهم

هذا وأشار الدكتور “عصام” إلى المخاطر والأمراض التي تلحق مقدمي الخدمة الطبية من أطباء وممرضين وعناصر فنية وخدمية، وحتى عائلاتهم؛ لذلك لابد من مكافحة العدوى والحد من انتشارها حتى على قلة الموارد.

ماهي العوامل التي تساعد على انتشار هذه الأمراض داخل المراكز والمستشفيات؟

ذكر الدكتور “عصام” عدّة عوامل ساعدت على انتشار هذه الأمراض داخل المراكز الصحية والمستشفيات، وذكر منها: (التقدم التكنولوجي وزيادة اللجوء للأسباب الجراحية، وزيادة أعداد المرضى، وكثرة استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط أو غير صحيح، وعدم الاهتمام بمبادئ الصحة العامة، وعدم وضع برنامج لمكافحة العدوى، وعدم تدريب القائمين على الرعاية الصحية وتوعيتهم بوسائل مكافحة العدوى)، وهذا بدوره أسفر على زيادة أعداد الميكروبات المقاومة لهذه المضادات. وأهم الجراثيم هي الميكروبات العنقودية والتي كانت قاتلة بنسبة 90% من الحالات قبل اكتشاف المضادات.

ومع الاستمرار في البحث عن علاج لهذه الأمراض قلَّتْ النسبة إلى 80% حتى عام 2002م، حيث بدأت بعدها قصة الحرب بين الجراثيم والمضادات الحيوية.

وأضاف الدكتور “بن احميدة” في حديثه عن دور المركز في انتشار العدوى أن الأفراد الراغبين في الحصول على الخدمات الصحية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى كــ (مرضى العناية المركزة ICU، ومرضى الغسيل الدموي، ومرضى الحروق، ومرضى المصابين بالأورام)، كما قد يكون الأفراد الراغبون في العلاج مصابون بأمراض معدية كــ (التهاب الكبد HBV – HCV، والسل TB-HIV). إضافة إلى أن مصادر انتقال العدوى قد تكون داخلية كالعدوى داخل المستشفى أو العدوى من المريض عند دخوله المستشفى “الفلورا الطبيعية”. أو قد تكون خارجية كدخول بعض الميكروبات لجسم المريض من مصدر خارجي، ومن ثَمَّ تنتقل العدوى من ملامسة أيدي العاملين أو الأجهزة غير المعقمة.

هذا وربما يتعرض بعض المرضى الخاضعين للعمليات الجراحية (الاستكشاف) لخطورة متزايدة من حيث إصابتهم ببعض الأمراض الأخرى؛ وذلك لعدم الاهتمام بأساليب مكافحة العدوى الأساسية.

وأوضح الدكتور قائلاً: قد تنتقل العدوى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من القائمين على الرعاية الصحية للمرضى إذا لم يتم الالتزام بالأساليب الصحيحة لمكافحة العدوى، وأضاف أن نقص العاملين في المركز وضعف إمكانية البنية التحتية لها دور أساسي على تطبيق الأساليب الصحيحة لمكافحة العدوى.

وحسب ما أشار إليه الدكتور في كيفية مكافحة العدوى في ظلِّ الظروف الحالية أنها تعتمد على التصرف الفطري السليم والممارسات الآمنة كتنظيف الأيدي جيداً، والالتزام بالأساليب المانعة للتلوث بدلاً من وصف المضادات الحيوية التي قد تسبب مشاكل أخرى. إضافة إلى الاهتمام بأساليب الحقن الآمنة؛ لمنع انتقال الأمراض الموجودة بالدم.

هذا وركَّز الدكتور “عصام بن احميدة” في نهاية حديثه، على أهمية مبادئ مكافحة العدوى الموحدة حول العالم.

اترك رد