توصيات منظمة الصحة العالمية للوقاية من السُكَّري

قالت منظمة الصحة العالمية إن مرض السُكَّري يزيد خطر الموت، بوجه عام، إلى الضعف على الأقل بين الأشخاص المصابين بهذا المرض بالمقارنة مع أقرانهم من غير المصابين به.

و دعت المنظمة في إطار إحيائها لليوم العالمي للسكري الذي يوافق السابع من أبريل 2016م، الأفراد والحكومات إلى اتِّباع عدد من الإجراءات الصحية؛ للوقاية من الإصابة بالسُكَّري، والإجراءات المتبعة لمعالجة المصابين به، للحدِّ من تفاقم مضاعفات المرض.

وقال الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في بيان أصدرته المنظمة أمس الأربعاء، “إن هناك حاجة لاتِّخاذ إجراءات من جانب الحكومات، ومن جانب الأفراد أنفسهم”.

وأضاف “في حين ينبغي للأفراد أن يتحملوا مسؤولية الحفاظ على صحتهم من خلال اتباعهم نمط حياة صحياً، فإن على الحكومات أن تهيئ الأجواء والبيئة المواتية التي تعزِّز الحياة الصحية، وأن تتَّخذ التدابير التي تحدُّ من تعرُّض السكان للمخاطر السلوكية التي يمكن أن تؤدِّي إلى الإصابة بالسُكَّري”.

ووفقا لبيان منظمة الصحة العالمية يمكن، إلى حدٍّ كبير، الوقاية من الإصابة بالسُكَّري، أو تأخيرها من خلال تدابير بسيطة يمكن اتخاذها من جانب كل من الأفراد والحكومات.

فبالنسبة للأفراد، يمكنهم الوصول بالجسم إلى الوزن الصحي السليم والحفاظ عليه، وممارسة النشاط البدني والمداومة عليه طيلة الحياة، واتِّباع نظام غذائي صحي يشتمل على ما بين 3 و5 حصص من الفاكهة والخضراوات كل يوم، والحدِّ من استهلاك السكّر والملح والدهون المشبَّعة، والامتناع عن تعاطي التبغ – حيث يزيد التدخين من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية -.

أما بالنسبة للحكومات، فيمكنها تنظيم حملات وطنية لرفع مستوى الوعي لدى الجمهور بشأن السُكَّري، والنظام الغذائي الصحي، والنشاط البدني، وتهيئة وحماية البيئة والأجواء الطبيعية التي تعزِّز النشاط البدني، وتنظيم تسويق الأطعمة غير الصحية والمشروبات غير الكحولية للأطفال، وتقييد تسويق الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الدهون المشبَّعة، والسكاكر الحرة ورفع الضرائب عليها، ودعم إنتاج وتسويق الخيارات الخاصة بالأغذية الصحية، وضمان رعاية صحية مجانية، وفقا لمعايير مقبولة للمصابين بالسُكَّري.

وطالبت المنظمة الحكومات أيضاً تنفيذ بعض التدابير الأساسية التي تحدُّ من التعرُّض للمخاطر السلوكية التي تؤدِّي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، والتي تُسهم إلى حدٍّ كبير في الإصابة بالمضاعفات، بل والوفاة بين الأشخاص المصابين بالسُكَّري. وتركِّز هذه التدابير على خفض محتوى الملح في الأطعمة الـمُنْتَجة على المستوى التجاري، والحدِّ من تعاطي التبغ والتعرُّض لدخانه.

وأشار العلوان، إلى أنه بإمكان المصابين بالسُكَّري عيش حياة صحية ومنتجة، إذا ما شُخّصت الحالة في مرحلة مبكِّرة، وتمت معالجتها معالجة ناجعة من قِبَل مقدِّمي الرعاية الصحية، ومن قِبَل الناس أنفسهم، ومن شأن الاكتشاف المبكِّر، والمعالجة السليمة بما يشمل استعمال الأدوية، واتِّباع التدابير الخاصة بأنماط الحياة الصحية، والمتابعة المنتظمة، أن تساعد على تفادي السُكَّري، أو إبطاء تفاقمه، والتقليل إلى الحد الأدنى من مضاعفاته”.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه بحلول عام 2030م، سيحتل السُكَّري المرتبة السابعة بين الأسباب الرئيسية المؤدِّية إلى الوفاة.

وتبلغ نسبة الإصابة بالسُكَّري بين سكان إقليم شرق المتوسط 14%. وتشير الدراسات إلى أن عدد المصابين بالسُكَّري بين البالغين يفوق 20% في بعض البلدان.

والسُكَّري واحد من الأمراض غير السارية الأربعة الرئيسية. وهو، إلى جانب السرطان والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الرئة، مسؤول عن وقوع نحو 1.7 مليون وفاة سنوياً في إقليم شرق المتوسط، وترتبط هذه الأمراض جميعها بأربعة مخاطر سلوكية ذات صلة بنمط الحياة، ألا وهي النظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني، وتَعاطي التبغ، واستخدام الكحول على نحو غير ملائم.

اترك رد