العنف تجاه المرأة .. في يومه العالمي

تزامناً مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة قام مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بإجراء مقابلة مع الطبيب النفسي الدكتور “أنور يونس” رئيس قسم الطب النفسي بمركز مصراتة الطبي؛ وذلك بهدف الإفادة ونشر الوعي حيال هذا الموضوع.

    حيث ابتدأ الدكتور “أنور” حديثه بتعريف عام للعنف وقال: قديماً كان يقال إنه مصدر قوة لمصدر ضعف، ولكن هذا التعريف قديم ولا يسع أن يكون تعريفاً، إذ إن ما نراه اليوم من عنف يصدر من القوي والضعيف ولا يقف على قوة الشخص، وإنما هو سلوك سيئ أو مجموعة أفعال تمارس لإلحاق الأذى بالغير. أما العنف ضد المرأة فهو قد يكون (لفظي، نفسي، جسدي، أو جنسي) والأسباب مختلفة، ومن أمثلتها “أن يكون الزوج يتعاطى المخدرات فيلجأ إلى زوجته لاستغلال مرتبها أو ذهبها ليصل إلى حاجته، وعند اعتراض الزوجة يتجه إلى العنف تجاهها”.

وعندما نقول العنف ضد المرأة فهذا لا يقتصر فقط على ضربها أو إيذائها؛ بل حتى منعها من استكمال دراستها وهذا أقل ما يمكن، فكيف بإجبارها على الزواج؟!

     إن أنواع العنف التي تم ذكرها يُعَدُّ النفسيُّ واللفظيُّ منها الأكثر استخداماً، هذا وإن الكثير لا يعي أن ما يتفوه به من ألفاظ دنيئة أو سلوكيات غير سليمة تعد نوعاً من أنواع العنف، لا سيما الأمراض النفسية الناجمة عنها والتي لا يمكن ملاحظتها في العادة بشكل مباشر، وتزداد تفاقماً يوما عن يوم وصولاً بها إلى حالات لا تحمد عقباها.

   كما أشار الدكتور “أنور” أن الآثار الصحية الناجمة عن العنف تعالج طبيا إذا كانت الحالة معرضة إلى عنف جسدي مثلاً، وأبدى بقوله إن الحالات في معظم الأحيان تمتنع عن زيارة عيادة النفسية بوصف الحالة أنها ليست “مختلة عقليا”، وهنا تأتي المصيبة مصيبتان، مصيبة الجهل بدور عيادة النفسية، والجهل بالعواقب التي قد يخلفها العنف نفسيا حين تتفاقم الأمور، حيث إن الجهل بالشيء قد يكون محط عذر ولكن العلم بالشيء وتجاهله هو الأدهى والأمر.

     وفي هذا اليوم الذي خصص عالمياً للقضاء على العنف ما أحوجنا إلى أن نكون نحن القدوة لأسرنا أولاً ثم المجتمع ولكن كيف؟!

تأتي الإجابة صريحة عندما نمتثل في معاملتنا للدين الإسلامي، الذي ما إن اتبعناه سنكون المجتمع الواعي حقيقة أمام أنفسنا أولاً ثم العالم.

اترك رد