العناية الإلهية تنقذ “بشير” ذو الأربع سنوات

“بشير انجليز” طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره، أنقذته العناية الإلهية من فقدان الحركة بشكل شبه كامل مع شلل نصفي في الجهة اليُسرى بعد مكوثه لأيّام بالعناية القُصوى في قسم الحوادث والطوارئ بمستشفى مصراتة المركزي جرّاء حادث سير تعرض له، نتج عنه ارتجاج في المخ والتهاب حاد بالرئتين، كذلك تسبب له الحادث في تحرك لفقرات الرقبة.

 يروي لنا الدكتور إسماعيل السكير “مُدير إدارة الشؤون الطبيّة” ما حدث مع الطفل في اليوم الأول خلال بقائه في العناية، حيث كان من الصعب جدّاً إخبار أهل الطفل والأم خاصة بما حدث مع ابنها بعد الإصابات التي تعرض لها جراء الحادث، فقد كانت التساؤلات المقلقة تدور في أذهانهم، وفقدان الأمل هو سيّد الموقف في ذلك الوقت، وقلب الأم الذي لا يتوقف عن الانشغال والتساؤل عن وضع ابنها، خاصة وأن لحظة اصطدام ابنها بالسيارة كانت أمام عينيها مباشرة…

يقول الدكتور إسماعيل: ” لقد كان من الصعب إخبار الأم بالوضع الحرج لابنها وهو تحت وضعيّة جهاز التنفس الاصطناعي في اليوم الأول من بقائه بالعناية، باغتني سؤالها فجأة، بماذا تنصحني يا دكتور؟ كانت إجابتي واضحةً لها بأن ترجعي لبيتك، وما عليك فعله هو لجوؤك إلى ربّ العباد”.

في تلك الليلة ـ ليلة الحادث ـ ومع نزول أول غيث على مدينة مصراتة، كانت صعبةّ على قلب الأم، لم يتوقف فيها لسانها عن الدعاء، رافعة يديها، تلهج بالرجاء والدعاء للواحد القهار، أن يكون مع ابنها، وفلذة كبدها …

لم ييأس قلب الأم، ولم ينفك يلهج رفقة لسانها عن الدعاء، فكانا رفيقين في رحلة اللجوء إلى الله – سبحانه وتعالى – ، في السجود والركوع، فهو الأقرب إلى عباده.

وما هي إلا أربعٌ وعشرون ساعة، حتى تجاوز الابن “المحنة”، أمام حالتي الذهول والصدمة اللتين كانتا واضحتين على وجوه الأطباء وعناصر التمريض، فالأمر لم يكُن مُتوقعاً، بل كان المفاجأة بذاتها، إنها العناية الإلهية !

 وختاما يقول الدكتور إسماعيل: “حالة المريض في مثل هذه الأوقات كانت تتطلب أياما، وقد تأخذ أسابيعاً، وهو تحت أجهزة التنفس الاصطناعي …، انفك الجهاز عن “بشير”، ورجع للحياة مولوداً من جديد “فهي العناية الإلهيّة.”!

بدأت الحركة تعود تدريجيّاً إلى حمزة بعد أن تمّ إحالته للملاحظة HDU، وأصبح يتماثل للشفاء الآن، وحالته مستقرّة جداً، ويخضع الآن لعملية العلاج الطبيعي، بعد أن استطاع المشي أخيراً”.

 

اترك رد