العلم يقهر سرطان الثدي والكشف المُبكر أقصر طرق العلاج
في شهر أكتوبر الورديّ للتوعية بسرطان الثدي، تفرض عادة لغة الأرقام نفسها للوقوف على جدوى انتشار مرض يُعدّ أكثر أنواع السرطان شيوعاً وانتشاراً في العالم. لكنّ أكتوبر الوردي لهذا العام يبدو مختلفاً، فقد تصدّرته أخبار دراسات وأبحاث علمية عالمية، حمِلت معها أملاً جديداً للمرضى للخَلاص والنّجاة.
مكتب الإعلام بمركز مصراتة الطبي يحاور الدكتورة. فاطمة أبوشوفة / أخصائية جراحة عامة ومتخصصة في أمراض الثدي ويناقش معها أبرز طرق الوقاية من سرطان الثدي، وأهم الأفكار الخاطئة المنتشرة حول هذا المرض وكيفية معالجتها، وكذلك أبرز النصائح والتوجيهات المتعلقة بكيفية التعامل مع المرض خاصة للسيدات والمصابين بالمرض.
ماهي العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي؟
أول عامل هو كونُكِ أنثى حيث تزداد فرص الإصابة بشكل متزايد خاصة مع التقدم في العمر والتغير الطبيعي الحاصل في الهرمونات، كذلك هناك عامل آخر يتمثل في التاريخ الإيجابي للعائلة و كون أحد أفراد الأسرة لديه إصابة سابقة بالمرض، وهناك أيضاً تاريخ بدء وانقطاع الحيض الذي يعتبر عامل مباشرة للإصابة، بالإضافة إلى إنجاب أوّل طفل في سن متأخرة أي بعد سن الـ”35″ أو عدم الإنجاب بشكل نهائي، كما أن السمنة المفرطة والزيادة الغير طبيعة في الوزن وعدم ممارسة الرياضة، والعادات الغير صحية كالتدخين من العوامل التي لا يجب إغفالها أو تجاهلها، بالإضافة إلى الضغوط النفسية الناتجة عن المشاكل الحياتية اليومية يعد عامل آخر للإصابة.
الكشف المُبكر يعني إنقاذ الحياة
– تقول الدكتورة فاطمة بأنّ الهدف الأساسي لنا كأطباء بصورة خاصة وكمجتمع بصورة عامة هو “زيادة الوعي بالكشف المباكر للمرض وبالتالي زيادة نسب الكشف الدّوري” بمعني أننا نطمح لكف من غير أعراض، حيث أن الكشف والتشخيص المبكر يؤدّي إلى الشفاء التام في أكثر من 90% من الحالات، وهذه النسبة صحيحة مائة في المائة من خلال ملاحظتنا خلال السنوات الماضية، هناك العديد من الحالات التي أصبح لديها وعي إلى حد كبير بالمرض وبأعراضه، تقوم لدينا بالكشف المبكر حتى من غير وجود أعراض واضحة لديها، فبالتالي أصبحت لدينا قصص لحالات مرضية تغلبت على سرطان الثدي وأصبحت تمارس حياتها الطبيعة نتيجة الكشف المبكر. بالإضافة إلى أن هناك أمر مهم وهو “أهمية الكشف الذاتي” التي يُعتبر أولى خطوات الكشف المبكر والتي نستطيع من خلال التنبؤ بحدوث أي تغيّرات غير طبيعية، ولكن في المقابل لا يُغني الكشف الذاتي عن كشف الطبيب المختص وإجراء الكشوفات التشخيصية المتمثلة في : صورة الموجات فوق صوتية، صورة الأشعة “الماموجرام”، أو أخذ عينة من الكتلة وفحصها مخبرياً.
أهمية تصوير “الماموجرام”
تواصل الدكتورة فاطمة حديثها قائلة بأنّه ينبغي على السيدات خاصة فوق سن الـ40 الخضوع لفحص التصوير الإشعاعي أو ما يُعرف بتصوير “الماموجرام” وهو عبارة عن تصوير بالأشعة السينية للثدي باستخدام معدات خاصة تظهر تفاصيل نسيج الثدي، ولـكـــن لماذا بعد سن الـ40 تحديداً؟ لأنّ كثافة نسيج الثدي تقل في هذه السن وبالتالي تظهر بصورة واضحة أي تغييرات من شأنها أن تساهم في تحديد العلاج المناسب والأسرع للحالة، بينما إجراء التشخيص عن طريق صورة الماموجرام فتكون كثافة الثدي أعلى وبالتالي ننصح في هذه المرحلة العمرية بإجراء صورة الموجات فوق صوتية فهي أدق من ناحية التضخيص.
من الممكن أن يتم تشخيص السرطان وهو في مرحلة تغيّر الخلايا أي حتى في المرحلة ما قبل “المرحلة الأولى”، لذلك من المهم أن تعرف كل سيدة وامرأة أهمية الكشف المبكر خاصة عند اللجوء للطبيب وإجراء تصوير الماموجرام، فهو بنظرنا نحن كأطباء متخصصين هو الطريقة الأسلم والأمثل لعلاج سرطان الثدي، تقوم الدكتورة فاطمة، وتضيف بأن مهمتنا الأساسية تتمثل في زيادة الوعي بأهمية الكشف الدوري فهو الضامن الأساسي للشفاء التام وهو بمثابة رحلة علاج أقصر وأسرع.
وفـــي خـتـــام حديثها تقول أخصائية الجراحة العامة والمتخصصة في أمراض الثدي، بأن شهر أكتوبر هو الشهر الوردي الذي تُدق فيها نواقيس الخطر، وتكون فيه المستشفيات والمراكز الصحية حول العالم في حالة استنفار كامل وذلك بهدف التوعية بهذا النوع من السرطانات الذي يعد الأول عالمياً في نسبة الإصابة به بين السيدات اللواتي تكون العديد منهن في حالة قلق وخوف، إلا أنه وفي المقابل يمكننا القول بأن هذا العام تحديداً عام هناك قدر كافٍ من الدراسات والأبحاث التي حملت معها أملاً كبيراً لملايين السيدات حول العالم، حيث كانت آخر الإنجازات، دواء تروديلفي TRODOLVY الواعد ضد سرطان الثدي الثلاثي السلبي الفتاك، الذي أقرته فرنسا بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. واللافت أن علاج سرطان الثدي يحزر الآن تقدما كبيراً، أدّى إلى تراجع معدّل الوفيات حسب السن بنسبة 40% بين الثمانينيات وعام 2020 في البلدان مرتفعة الدخل.. وفق منظمة الصحة العالمية.
اترك رد