الطفل “محمد”: عودة للحياة بعد غيبوبة عميقة

“عند العاشرة من صبيحة يوم الخميس، الثامن عشر من فبراير، دهست سيارةٌ ابني “محمد” بشارع بنغازي بمدينة مصراتة، أسعفه أخواله إلى قسم الحوادث والطوارئ، أطباء القسم لم يعطوني أملاً ببقائه حياً”

بهكذا استهل “سعيد أبو ساق”، حديثه متحدثاً عن حالة ابنه محمد، ذي الــ 5 أعوام، ويواصل حديثه، أن أطباء “قسم الحوادث والطوارئ بمستشفى مصراتة المركزي” أبلغوه أن ابنه به ارتجاج في المخ، وكسر طولي في جمجمة الرأس.

يقول “سعيد” رغم حالة ابني السيئة وإصرار أعمامه وأخواله على نقله للعلاج بالخارج، إلا أنني رفضت ذلك، وأصررت على بقائه بمستشفى مصراتة المركزي، زرته بالعناية الفائقة بالمستشفى وجدته في حالة غيبوبة، وعلى جهاز التنفس الصناعي، أثَّرَت حالته السيئة سلباً على نفسيتي.

يواصل والد الطفل “محمد سعيد أبوساق” حديثه أنه لم يتوقع أن يُنقل ابنه إلى قسم الجراحة بـ “قسم الحوادث والطوارئ” بعد تسعة أيام قضاها في العناية المركزة، وحالته الصحية “أسوأ ما تكون”.

يقول طبيبه المشرف على متابعة حالته، و رئيس وحدة العناية بقسم الحوادث والطوارئ “الدكتور إسماعيل محمد السْكِير“، الطفل محمد وصلنا في ظروف صحية سيئة جداً، به إصابة بليغة في الجهة اليسرى من الرأس، ونزيف بالدماغ، وارتجاج، وكدمة في الصدر، ورضوض، كان في غيبوبة عميقة.

يتابع الدكتور “السْكِير” أن طبيب مخ وأعصاب بالمستشفى كشف عن حالة الطفل، وأبلغهم أنه ليس بحاجة إلى عملية جراحية، وفيما بعد رُكب له جهاز التنفس الصناعي، وأعطيت له أدوية من مسكنات، ومضادات حيوية، إضافة ًإلى خضوعه لمراقبة يومية من طبيب مخ وأعصاب، وطبيبي أطفال وأشعة.

و في اليوم العاشر له بالعناية، قررنا اختبار إمكانية التخلي عن التنفس الصناعي للطفل “محمد”، بعد أن لاحظنا أنه قد استرد وعيه، وأن علاماته الحيوية جيدة، لا نخفي أنه كان يعاني من فشل في الجهة اليسرى من الجسم، وتغلبنا على ذلك بعلاج طبيعي مكثف لمدة ثلاثة أيام، حتى تحويله إلى قسم الجراحة بـ “قسم الحوادث والطوارئ” في مطلع مارس 2016م.

وفي الرابع من مارس، 2016م خرج الطفل “محمد سعيد أبوساق” من قسم الحوادث والطوارئ بمستشفى مصراتة المركزي، بعد أسبوعين كاملين قضاهما بين العناية الفائقة بالقسم وقسم الجراحة به، وكأنه ليس ذاك الذي دخله مستسلماً للموت، عناية إلهية، تلحقها جهود طبية، وعمر جديد كُتب له.

 

اترك رد