الطفلة إيمان من “ودان”: استفاقة في “مصراتة” بعد غيبوبة

كانت على متن حافلة تقلها وأفراد عائلتها إلى منزلهم بودان، منتصف أكتوبر من العام الماضي، لكن حادث سير مروع حرمهم من الوصول إلى منزلهم، فقدت أمها وشقيقتيها في ذاك الحادث، ووالدها فيما بعد، استفاقت بعد أسابيع بمصراتة على صوت أحد أخوالها بغرفة العناية بقسم الحوادث والطوارئ بعد أن كُتِبَ لها عمر جديد.

إنها الطفلة “إيمان عبد المالك هاشم”، حضرت في زيارة متابعة لحالتها بقسم الحوادث والطوارئ، يقول خالها وليد: “…. كانت إيمان -12 عاماً- في غيبوبة تامة، أصيبت بكسر في فخد الرجل اليمنى، وصدمة في الرأس، سببت نزيفاً وخلفت شللاً نصفياً، ووقتها لم يكن أمامنا من خيار إلا إسعافها للمركز الصحي أبو قرين، وفيما بعد مستشفى ابن سينا بمدينة سرت، وكلاهما يفتقدان لتقديم الخدمة، اضطرنا ذلك لإسعافها لمستشفى مصراتة المركزي.

يضيف خال الطفلة “إيمان”: أول ما رأيت حالة ابنة أختي كنت على يقين وقتها أنها لن تتحصل على العلاج، ولكن إرادة الله شاءت بغير ذلك، فلم أتوقع بقاءها على قيد الحياة، حتى أن مقربين لي، نصحوني بنقلها إلى تونس لتلقي العلاج، لكنني رفضت ذلك.

يقاطعنا الطبيب المشرف على حالتها الدكتور “إسماعيل السْكِير” .. “الطفلة إيمان كما أسلف خالها، ونقل الحالة إلى مصراتة كلف وقتاً وجهداً، وحضورها إلى “قسم الحوادث والطوارئ” بالمستشفى كان في وقت حرج، بسبب ازدحام عناية القسم وقتها.

يشير الدكتور “السْكِير” بإصبعه إلى الطفلة إيمان مواصلاً حديثه: كانت إيمان في غيبوبة عميقة، نزيف وارتجاج بالمخ، وإصابة بالكتف الأيمن، وكسر في فخد الرجل اليمنى، ووضعها عموماً حرج جداً، وأطباء المستشفى أنفسهم لم يبخلوا في تقديم العلاج المبدئي لها، إلا أن ازدحام العناية وقتها، حال دون إيوائها، فتم تحويلها لأحد المستشفيات الخاصة لأيام، قبل أن يتم إيواؤها بالعناية من جديد.

يواصل الطبيب المشرف على حالة إيمان، إن حالتها شهدت تحسناً ملحوظاً، وخضعت لمتابعة من قبل جراحة الأعصاب، والعناية، وجراحة العظام، وفيما بعد تم التخلي عن جهاز التنفس الصناعي، فمكثت بوحدة الملاحظة “HDU” أسبوعاً قبل أن يتم إخراجها من القسم.

نوه الدكتور “السْكِير” إلى أن الطفلة إيمان أصيبت جراء الحادث بشلل نصفي، إلا أن اخضاعها لعلاج طبيعي مكثف استمر لأكثر من شهرين أدى لتحسن حالتها تدريجياً، والتعافي من الشلل النصفي الذي أصابها، مختتماً حديثه أن الطفلة بحاجة إلى تدريب مكثف على الكتابة والنطق، للتغلب على النسيان، وأن هذا هو الدور المطلوب من أخوالها خلال المدة المقبلة.

اترك رد