
“أيولي النيجيري” سابق الزمن قبل أن يسبقه
أَتَوْا به إلى قسم “الحوادث والطوارئ” عشية السابع عشر من أبريل الماضي، محمُولاً على سرير إسعافات “باريلا”، بدماء تغطي وجهه، وملامحُهُ ضائعَةٌ، يغوص في غيبوبة مطبقة، قال مرافقه أنه أصيب بـآلة قص حديد كهربائية “جلخ” في وجهه أثناء عمله.
“أيولي معاذ”، عامل نيجيري، يبلغ من العمر 30 عاماً، يعمل في أحد ورش الحدادة بمدينة مصراتة.
قال عنه الطبيب المشرف على متابعة حالته، و رئيس وحدة العناية بقسم الحوادث والطوارئ “الدكتور إسماعيل محمد السْكِير“، استقبلنا “أيولي” في وضع “صدمة نزيفية”، بعد فقده 20% من دمه، نتيجة الإصابة المباشرة في منطقة الشرايين، ما أدى إلى هبوط في الضغط، ونبضات القلب، وانخفاض معدل الأكسجين في الجسم، وغيبوبة.
يتابع “السْكِير”، عند قدوم “أيولي”، أجرينا له الإسعافات الأولية في الإنعاش، وتعويض كمية الدم المفقودة، وإيقاف النزيف، وإعطائه سوائل وريدية، كان هناك تدخل لأطباء الإنعاش والتخدير والعناية، والأنف والأذن والحنجرة، والوجه والفكين، والعيون، والأعصاب، والأشعة، وأنهم أجروا تصويراً مقطعياً لـ دماغه، وكانت النتيجة أنه سليم، وليس بحاجة إلى تدخل طبيب مخ وأعصاب.
و أشار “السْكِير”، إلى أن العلامات الحيوية لـ “أيولي” كانت غير مستقرة، إلا أنهم استطاعوا إيقاف النزيف جزئياً، و رفع الضغط إلى المعدلات الطبيعية، والمحافظة على العلامات الحيوية في وضعها الطبيعي.
نوه “السْكِير”، إلى أن كل هذه الإجراءات كانت خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى من وصول المصاب، لتهيئته لإجراء عملية جراحية له، وقد أجرى له أطباء وحدة جراحة التجميل وجراحات الوجه والفكين بعد يومين عملية جراحية تمكنوا خلالها من ترميم أنسجة وعظام الفم والوجه والفكين.
واصل “السْكِير” حديثه عن المصاب النيجيري، تم إرجاعه إلى العناية، وإخضاعه لجهاز التنفس الصناعي، لمدة أسبوع، وإدخاله بعد 40 يوماً إلى مرحلة الملاحظة المشددة لمدة يومين، ونقله للقسم، ومن ثم إخراجه كلياً من المستشفى، بعد تحسن حالته الصحية.
مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بالمستشفى، لم يلتقِ بـ “”أيولي معاذ” لأنه غادر القسم، قبل كتابة هذه الأسطر، لكننا نعدُ بلقائه متى سنحت الفرصة.
اترك رد