دراسة: خمس حقائق عن أهمية وضرورة النوم الصحيح

لماذا يجب أن ننام؟           

في المتوسط، ينام الإنسان حوالي ثلث حياته، يبدو الأمر وكأنه مضيعة للوقت، على العكس تماما! فقد لا تدرك ذلك، لكن جسدك في الحقيقة يعمل بجدٍّ أثناء وجودك في أرض الأحلام.

خلال النوم العميق يمرُّ جسم الانسان من مرحلة حركة العين السريعة، (REM) هذه الحركة التي تحتل نسبة مهمة من نوم الانسان، تحدث كل 90 دقيقة، وأثناء النوم العميق يعمل جسمنا كجهاز كمبيوتر، إذ يحسن استدعاء المعلومات من الذاكرة.

كما تنتج أجسادنا هرمونات النموِّ لتجديد وتنشيط الجهاز المناعي، بحيث يمكن للخلايا الدفاعية محاربة الفيروسات والبكتيريا.

وحين يصل نومنا إلى مرحلة (REM)يقوم دماغنا باستعادة ومراجعة ما مررنا به خلال يومنا، كما يوفر مساحة تخزين قصيرة لأجل اليوم التالي، يحدث كل هذا عندما تكون غارقا في أحلامك، ويمكن لهذه الأحلام أن تكون غريبة وغير مرتبطة بحياتك الشخصية، ولا بما حصل لك خلال يومك الماضي، كأن تتحول إلى محقق تطارد شخصا ما في أحلامك، ما يعني أن دماغك يسلك هذه الطريقة لتتناول الأمور حتى وإن لم يكن ذلك موجودا في أرض الواقع، فمن دون النوم سيتعذر على جسم ودماغ الإنسان العمل لساعات.

كم نحتاج من النوم؟

الأمر يعتمد على عمرك، فمؤسسة النوم الوطنية الأمريكية توصي بـ 14 إلى 17 ساعة من النوم لطفل حديث الولادة، بالرغم من أنه من غير المرجح أن ينام الأطفال الصغار لمدة 14 ساعة متواصلة، ويمكن للآباء الجدد المحرومين من النوم أن يخبروكم بحقيقة هذا الأمر.

الأطفال في المدارس الابتدائية يجب أن يناموا بين 9 إلى11 ساعة، أما البالغون فينبغي أن يناموا من 7 إلى 9 ساعات في الليل، طبعا هذه مجرد توصيات، تختلف من شخص لآخر، لكن من المهم ألا تنخفض عدد ساعات النوم عند البالغين إلى أقل من ستِّ ساعات في الليلة الواحدة، ومن ناحية أخرى نجد أن البعض لا يمكنه أن يستيقظ إلا بعد 10 ساعات من النوم.

الكثير من الأشياء الجيدة ممكن أن تكون ضارة كذلك، فإذا كنت تحتاج إلى أكثر من عشر ساعات من النوم لتشعر بالراحة، فهذا يعني أن نومك مضطرب، وقد خَلُص الباحثون في جامعة “كامبردج” إلى أن النوم لأكثر من ثماني ساعات يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ماذا يحدث حين لا تنام أبدا؟

بقي بعض الأشخاص متطوعين في تجارب علمية، مستيقظين لمدة عشرة أيام. فالحرمان من النوم هو أسلوب تعذيب أيضا. وكلما طالت مدة بقاء هؤلاء من دون نوم عانوا من مشاكل صحية أكثر، مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم وانخفاض معدل التركيز والشعور بالخمول وفقدان جزئي أو كُليّ للقدرات المعرفية والحركية في الليلة الثانية على التوالي دون نوم، وينخفض معدل التفاعل مع المحيط وتحكم الجسم في الأشياء مثل شخص مخمور.

لكن فيما إذا كان النقص الحاد في النوم يؤدي إلى الوفاة، فإن الباحثين يختلفون حول ذلك، لأنه يعتمد على تفسير سبب الوفاة، فمع الأرق الوراثي المُمِيت على سبيل المثال، يموت المرضى بعد 6 أشهر إلى 30 شهرا، لكن السبب المباشر للوفاة في هذه الحالة هو فشل أعضاء متعددة من جسم الشخص.

ما الذي يمنعنا من النوم؟

كثيرون منَّا يعرفون أنه يجب إغلاق الهواتف الذكية والتوقف عن استخدامها قبل الخلود إلى النوم بأطول فترة ممكنة، لكن نادرا ما يلتزمون بذلك، ومن الأفضل عدم اصطحاب هواتفنا إلى غرفة النوم وإبقائها بعيدا عن السرير، فالضوء الأزرق الذي ينبعث من الشاشة يمنعنا من النوم؛ إذ أن العين تخبر الدماغ بأنه يجب أن يبقى مستيقظا، ولهذا السبب يتم إنتاج كمية أقل من هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم إيقاع الليل والنهار، ويساهم بشكل كبير في خلودنا للنوم بشكل هادئ مريح.

بالإضافة إلى ذلك، فإن عقولنا تنشط عند كتابة رسائل الكترونية أو تحديث ملفاتنا الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، فالعقول النشيطة تستغرق وقتا أطول للنوم.

ومن بين الأشياء الأخرى التي تسبب الأرَق ولا تساعد على النوم الجيد في الليل، هي: الكحول والكافيين، والقاعدة الأساسية تنصح بالتوقف عن شرب القهوة ست ساعات قبل الخلود إلى النوم، كما أن الكثير من الضوضاء والضوء في غرفة النوم، يمكن أن يحرم من التمتع بنوم هادئ عميق.

كيف ننام بشكل جيد؟

وبالإضافة إلى الالتزام بقاعدة “لا هاتف في غرف النوم”، ثمَّةَ أمر آخر يجب أن نشير إليه، وهو: التقسيم الصحيح لأنشطتنا داخل بيتنا، إن كانت هناك مساحة كافية طبعا فيجدر بنا أن نعمل في المكتب، ونشاهد التلفاز في غرفة الجلوس ونتناول الطعام في غرفة الطعام… إلخ، فبهذه الطريقة سوف نربط غرفة النوم بالنوم والراحة.

وإنَّ من ينامون في نفس التوقيت دائما حتى خلال نهاية الأسبوع والعطلة يخلدون إلى النوم بسرعة وسهولة ويتمتعون بنوم هادئ، كما أن هدوء وعتَمَة غرفة النوم ودرجة الحرارة ما بين 15 و18 درجة مئوية مع وسادة وسرير مريح من الأمور الضرورية والمساعدة جدا على التمتُّع بنوم هادئ وعميق وبالتالي راحة الجسم.

اترك رد