اللشمانيا في ليبيا | د. علي الحسوني

     أجرى مكتب الإعلام لقاء مع الدكتور “علي الحسوني” رئيس قسم الجلدية بمركز مصراتة الطبّي لغرض التعرف على مرض اللشمانيا وطرح أبرز النقاط التي لابد من إيصالها إلى المواطن؛ حتى يتم الوعي بهذا المرض والوقاية من الإصابة به.

   بدأ “د. علي الحسوني” حديثه بتعريف اللشمانيا قائلاً: هي من الأمراض الواسعة المنتشرة في العالم في المناطق الحارة والمعتدلة، ويأتي من ضمن هذه المناطق شمال أفريقيا. حيث يبلغ عدد المصابين بهذا المرض في العالم 12 مليونا مصابا وفق إحصائية قديمة، وتظهر سنويا في العالم مالا يقل عن 1 مليون ونصف من المصابين بــ اللشمانيا الجلدية و500 ألف مصاب بالحشوية منها. إضافة إلى 350 مليونا في العالم مهددين بالإصابة بهذا المرض.

   كما أوضح الدكتور في حديثه أنواع اللشمانيا والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي: اللشمانيا الجلدية، الجلدية المخاطية، واللشامنيا الحشوية. كما أوضح أن 90% من حالات اللشمانيا الجلدية تكون في أفغانستان، الجزائر، البرازيل، إيران، العراق، سوريا، السعودية، والبيرو. و90% من اللشمانيا الحشوية توجد في بنغلاديش، البرازيل، الهند، النيبال، والسودان.

ولكن، ما هو نوع اللشمانيا الذي يوجد في ليبيا؟!

   أشار الدكتور “الحسوني” أن أنواع اللشمانيا الموجودة في ليبيا هي الجلدية والحشوية، حيث أن الحشوية وجدت بالجبل الأخضر وخاصة في منطقة بطّة، وأباري. وأضاف أن هذه الحالات عادة ما تصيب الأطفال ويكون الخازن فيها الكلاب. وعدد المصابين بها كان أقل من 100 حالة. أما اللشمانيا الجلدية فهو وباء ظهر منذ السبعينات في الجبل الغربي وانتشر على طريق سهل جفارة وامتد بعدها إلى ترهونة وبني وليد شرقا. ثم ظهر بعد ذلك في الألفينات في منطقة الهيشة وسرت ثم تاورغاء حيث سجلت 30 حالة تقريبا آنذاك. وانتشر المرض إلى منطقة زليتن، الخمس، وادي كعام، ومصراتة. ويسبب هذا المرض طفيل اللشمانيا الذي ينتقل بواسطة ذباب الرمل من الحيوانات الخازنة “الجرذان” إلى الإنسان.

   هذا وأن الناقل للمرض هو “الذبابة الرملية” وهي صغيرة الحجم لا يتجاوز طولها عن 4 مل، كما أنها تقفز ولا تطير وجسمها مغطى بالشعر، وتنشط في الفترة ما بين المغرب حتى الفجر. أما أماكن تواجدها تكون في حضائر الحيوانات أو جحور الفئران، وينتقل المرض عن طريق الذبابة الرملية والخازن يكون جرذ الرمل “الماريونس”، أو جرذ الحقل “سامومس”.

   تتكاثر أنثى ذباب الرمل بسرعة كبيرة وهي المسبب الرئيسي في نقل المرض.  حيث تتغدى على دم الخازن وتأخذ منه الإصابة وعندما تتغذى مرة ثانية على إنسان سليم تنقل له المرض.

ما هي الأعراض المصاحبة للسعة الذبابة؟

   يصاحبها بتور على منطقة اللسعة “حبوب صغيرة حمراء” على الجلد المكشوف في جسم الإنسان “الأطراف والوجه”. بعد فترة حضانة تكون من أسبوعين إلى أربع أسابيع. وتكون غير مصحوبة بألم ولا حكة. ويكون عدد البتور حسب اللسعات التي يتعرض لها الإنسان. حيث يستغرق شفاء البتور بعد تحولها إلى قرحة من 6 أشهر إلى سنة.  ويتم تشخيص المرض عبر الكشف السريري، أو عن طريق أخذ عينة للمريض. أما علاج هذا المرض عن طريق متابعة أطباء الجلدية حيث يكون العلاج عبر الكي البارد والحقن الخاصة بهذا المرض أسبوعيا حتى يتماثل للشفاء.

 ولكن، كيف يمكن الوقاية الشخصية من هذا المرض؟

    تكون الوقاية من خلال ارتداء الملابس الواقية، الابتعاد عن المناطق الموبوءة، التقليل من الخروج ليلاً، استعمال الصواعق الكهربائية للحشرات، استخدام التكييف في المنازل، استخدام شباك على النوافذ والأسرّة في المناطق الموبوءة، واستخدام مرهم طارد للحشرات عند الخروج.

    هذا وأكد الدكتور “علي الحسوني” في ختام حديثه على ضرورة تكاثف الجهود للقضاء على هذا المرض وعدم السماح له بالانتشار أكثر، حيث أن مكافحة هذا المرض ليست بالأمر الهين وإنما تحتاج إلى تشكيل لجان متخصصة لمكافحته.

اترك رد